على الرغم من أن جسمك يحتاج إلى الدهون للحصول على الطاقة والحفاظ على صحته، إلا أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون يمكن أن يكون أكثر ضرراً من نفعه.
وتشير دراسة حديثة إلى وجود آثار جانبية لنظام غذائي غني بالدهون، لذلك يجب عليك موازنة استهلاكك للدهون بحيث لا يتجاوز الحدود الصحية.
 |
| أضرار الإفراط في تناول الدهون |
تأثير نظامك الغذائي الغني بالدهون على صحتك
يجب الاهتمام بطريقة تناول الدهون وكمياتها، فالإفراط في تناولها يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية. فبينما تلعب الدهون دورًا أساسيًا وحيويًا في تغذية الجسم، إلا أن تناولها بمقدار أكبر من الحاجة يعود بالضرر على الجسم.
يمكن أن يؤدي تناول الأطعمة الجاهزة الغنية بالدهون إلى زيادة إستهلاك الدهون المشبعة والمتحولة، مما يسبب زيادة معدلات السمنة وزيادة خطر الإصابة بأمراض نمط الحياة الأخرى.
في دراسة أجراها باحثون من جامعة طوكيو للطب وطب الأسنان، تم تسليط الضوء على الآثار الجانبية السلبية لنظام غذائي غني بالدهون على ميكروبيوم الأمعاء والتمثيل الغذائي، والتي تشمل سوء التغذية والالتهابات ومقاومة الأنسولين وأمراض الكبد الدهنية. لذلك، ينبغي الانتباه إلى الآثار الجانبية لتناول الدهون بكثرة.
الآثار السلبية للاعتماد على نظام غذائي غني بالدهون
عند الحديث مع الدكتورة "Eileen Canday"، رئيسة قسم التغذية وعلم التغذية في مستشفى ومركز أبحاث Sir HN Reliance Foundation، تبيّن أنّ الدهون هي جزء لا يتجزأ من النظام الغذائي المتوازن. إذ تلعب دورًا حيويًا في العمليات الجسدية مثل العزلة وتخزين الطاقة والحماية من الأضرار وكذلك تعمل كمراسلين في الجسم لتوفير الشعور بالشبع. ومع ذلك، فإن هناك آثار جانبية لتناول الدهون بكثرة. لذلك، دعونا نتعرّف إلى هذه الآثار!
يمكن أن يؤدي تناول الدهون إلى أمراض مختلفة
وفقًا للدكتورة كانداي، "قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الدهون إلى الإصابة بأمراض مختلفة". الأطعمة الجاهزة للأكل التي تحتوي على نسب عالية من الدهون تصبح شائعة في الوقت الحاضر، حيث تمثل بديلا سريعاً لطعامنا. ولكن، تحذر الدكتورة من أن تناول هذه الأطعمة بكميات كبيرة يمكن أن يؤثر على صحتنا بشكل سلبي، وزيادة مخاطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والأمراض ذات الصلة بنمط الحياة غير المعدية.
تناول الدهون بكثرة يؤثر على التمثيل الغذائي الخاص بك
كشف الباحثون في جامعة طوكيو للطب وطب الأسنان في دراستهم التأثير الذي يمكن أن يظهره اتباع نظام غذائي غني بالدهون على التمثيل الغذائي في جسم الإنسان وميكروبيوم الأمعاء, حيث أنهم أجروا الدراسة على الفئران وتم تغذيتها بنظام غذائي غني بالدهون لمدة 16 أسبوعًا، وقاموا بتحليل الميكروبيوم الأمعاء وملامح التمثيل الغذائي، ووجدوا بحسب الأبحاث أن النظام الغذائي العالي بالدهون يؤثر بشكل سلبي على الجهاز الهضمي ويتطلب العمل على تغييره.
الدهون تؤدي إلى زيادة الوزن
كشفت الدراسة عن وجود تغييرات في ميكروبيوم أمعاء الفئران نتيجة اتباع نظام غذائي غني بالدهون، حيث زاد عدد بعض الأنواع البكتيرية المرتبطة بالالتهابات والاضطرابات الغذائية. وعبر الباحثون عن تأثير هذا النظام الغذائي في حدوث زيادة في الوزن ومقاومة الأنسولين ومرض الكبد الدهني لدى الفئران.
الأطعمة الغنية بالدهون سبب للإصابة بدهون الكبد
تشير الدكتورة "Eileen Canday" إلى أن استهلاك كميات زائدة من الأطعمة الغنية بالدهون هو السبب الرئيسي للإصابة بمرض الكبد الدهني، وهي حالة شائعة تتسبب في تلف الكبد على المدى الطويل. لذلك، من المهم تناول كمية ملائمة من الأحماض الدهنية، مثل الأحماض الدهنية المشبعة (SFA) والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (MUFA) والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (PUFA)، للحصول على فوائدها الصحية العديدة. إضافةً إلى ذلك، تلعب الألياف دورًا بارزًا في تقليل امتصاص الدهون في الأمعاء، وتساعد على تخفيض مخاطر تكوين البلاك والحفاظ على صحة القلب.
كيف يمكن تحقيق توازن صحي في نظام غذائي عالي الدهون؟
وبناءً على البحوث، يمكن تعويض بعض آثار النظام الغذائي عالي الدهون من خلال تناول مكملات غذائية تحتوي على نوع محدد من بكتيريا البروبيوتيك ، وهو Bifidobacterium breve. فقد أظهرت الدراسات أن الفئران التي قُدمت لها هذه البكتيريا، كانت تشعر بالتهابات أقل وحساسية أفضل للأنسولين، كما أن الكبد تكون أقل تلفًا من الفئران التي لم تحصل على هذه المكملات.
لذلك، يعتبر تناول المكملات الغذائية، أو تناول الأطعمة المختلفة التي تحوي على هذه البكتيريا منها الزبادي والحليب المخمر والخضروات المخمرة مثل مخلل الملفوف والكيمتشي والمخللات، وحتى منتجات الصويا المخمرة مثل ميسو، يعد مصدرًا جيدًا للحصول على بكتيريا البيفيدوبيكتيروم بريف.
في الختام ، تشير الدراسات الحديثة إلى أن اتباع نظام غذائي يحتوي على كميات عالية من الدهون يمكن أن يؤثر سلبًا على ميكروبيوم الأمعاء والتمثيل الغذائي. ومع ذلك، وجد الباحثون أن بعض مكملات البروبيوتيك قادرة على تخفيف بعض هذه الآثار السلبية. ومع ذلك، ينبغي إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد الآثار الطويلة المدى للتغذية الغنية بالدهون ومكملات البروبيوتيك على صحة الإنسان.
تعليقات
إرسال تعليق