بالنظر إلى الجدل الذي أثير حول قبلة رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم الإسباني، لويس روبياليس، للاعبة الإسبانية جيني هيرموسو بعد فوز إسبانيا بكأس العالم للسيدات، يظهر أنها ليست مجرد قبلة عابرة، بل أصبحت موضوعا للنقاش على المستوى العالمي. برأي رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اعتذار روبياليس ليس كافيا ويجب أن يتجاوز ذلك.
الجدل القائم يتعلق بقبلة روبياليس لهيرموسو، فمن جهة، هناك من يرون الأمر كقبلة حميمية قد تتسبب في الكثير من الفوضى وتصرف غير مناسب، في حين أن آخرين يرونها عبارة عن تعبير عفوي للفرح الهائل الذي يحمله الفوز بكأس العالم. ومن المهم ألا ننسى أن هيرموسو نفسها علقت على الواقعة قائلة "لم يعجبني ذلك"، ولكنها أيضا جاءت بتصريحات تؤكد أن الرئيس وهي لديهما علاقة جيدة وأن هذه القبلة كانت بادرة طبيعية من المودة والامتنان.
على الرغم من ذلك، هناك حاجة لاعتبارات إضافية في هذه القضية. فكرة التواجد في ساحة كرة القدم ولعبها ليست جديدة بالنسبة للنساء، ولكنها تظل تحتاج إلى المزيد من الاعتراف والاحترام. إن العالم الرياضي يعاني من تمييز جنسي يمزق المجتمع، ويجب علينا القضاء على مثل هذه الهفوات التي تعيدنا إلى الخلف وتزيد من الصعوبات التي تواجهها النساء للاندماج في هذا العالم الذي لا يزال يعتبر رياضة الرجال هي الأكثر أهمية وشعبية.
كما أن دور رئيس اتحاد كرة القدم يجب أن يكون قدوة حسنة للاعبين والمشجعين على حد سواء. بصفته الشخص الذي يمثل الاتحاد ويتعامل مع الشأن الرياضي على المستوى الوطني والدولي، ينبغي على روبياليس أن يكون أدق في تصرفاته وأن يعبر عن احترامه للاعبات والرياضيين ويعترف بحجم الفوز التاريخي الذي حققته إسبانيا في بطولة كأس العالم للسيدات.
وبالتالي، لا يمكن أن نتجاهل الجدل المحيط بقبلة روبياليس ونعتبرها مجرد تصرف عابر. يجب أن نعلم من هذه الواقعة وأن نضمن أن تكون الساحة الرياضية مكانًا آمنًا ومتساويًا للجميع، بغض النظر عن جنسهم، وأن يكون كل تصرف قابلة للتحقق ومعبرة عن الاحترام والمساواة. إن إسبانيا قد انتصرت في بطولة كأس العالم للسيدات، وينبغي أن تستخدم هذه الفرصة لتكون قائدًا في احترام وتعزيز دور المرأة في كرة القدم ورياضة العالم بشكل عام.
تعليقات
إرسال تعليق