توصلت دراسة للأمم المتحدة إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يستحوذ على الوظائف بشكل كامل، لكنه يشكل تهديدا لجزء من واجبات العمل التي يمكن أن تتم آليا. هذا يعني أن الأفراد قد يتوجب عليهم القيام بمهام أخرى تتطلب مهارات أكثر تعقيدا وتفردا من تلك التي تمتلكها الروبوتات والبرامج الذكية.
مع ذلك، فإن الدراسة حذرت من أن وظائف العمل الكتابي ستكون الأكثر تأثرا بالذكاء الاصطناعي التوليدي. قد يشكل ذلك تحديا خاصا للنساء، نظرا لكون العديد منهن يعملن في هذا القطاع، خاصة في الدول الأكثر ثراء. يعود ذلك إلى النسبة العالية للنساء اللواتي يعملن في مهنة الكتابة والنشر والتحرير.
لا يزال الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة يثير المخاوف من فقدان الوظائف، بشكل مشابه لما حدث عند ظهور تقنية خطوط التجميع المتحركة وأجهزة الكمبيوتر المركزية في السابق.
ووفقا لتقرير منظمة العمل الدولية، فإن "معظم الوظائف والصناعات معرضة جزئيا للأتمتة"، ومن المتوقع أن تتم معظمها بالتعاون بين البشر والتقنيات الذكية بدلا من استبدالها تماما بها. على الرغم من ذلك، فإن الدراسة أشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يزيد من حجم العمل، حيث ستكون هناك حاجة للمزيد من التعاون والتنسيق بين البشر والتكنولوجيا الذكية.
ومن بين المهن المتأثرة بالذكاء الاصطناعي، يبرز العمل الكتابي كأكثرها تأثرا. يمتلك الذكاء الاصطناعي التوليدي القدرة على إنتاج نصوص وصور وأصوات ورسوم متحركة ونماذج ثلاثية الأبعاد وبيانات أخرى. ومن المتوقع أن تكون ربع مهام العمل تحت تهديد الأتمتة المحتملة.
يشير تقرير الدراسة إلى أن معظم المهن الأخرى، مثل المديرين وعمال المبيعات، فإنها معرضة للأتمتة بشكل طفيف. ومع ذلك، فإن تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على العمال المتضررين لا يزال بالفعل قاسيا.
في الختام، تؤكد منظمة العمل الدولية على أهمية معالجة التغيرات التكنولوجية التي سيحدثها الذكاء الاصطناعي. فعلى المسؤولين السياسيين أن يوجهوا اهتمامهم نحو تطوير سياسات تساعد في تحقيق التوازن بين النمو التكنولوجي والحفاظ على فرص عمل مستدامة وإنسانية. فالتكنولوجيا يجب أن تعمل لصالح الإنسان، ولا تحل محله تماما.
تعليقات
إرسال تعليق