شهدت العاصمة الدنماركية كوبنهاغن اعتداءً جديدًا على القرآن الكريم أمام السفارة التركية، حيث قامت مجموعة "الوطنيون الدنماركيون" بحرق نسخة من القرآن ورددت شعارات مسيئة للإسلام. ولاحقًا، دعت المجموعة لمقاطعة المنتجات التركية، مشيرة إلى انتمائها للحركة القومية المعادية للإسلام.
تمت هذه الاستفزازات البغيضة وسط تعزيزات أمنية من قبل قوات الشرطة الدنماركية. ويأتي هذا الحادث في ظل تكرار حوادث الإساءة للمصحف في السويد والدنمارك بواسطة يمنيين متطرفين أمام سفارات دول إسلامية، مما أدى إلى استنكار رسمي وشعبي من قِبل العالم العربي والإسلامي. وعلى نحو مماثل، استجابت دول عربية بمطالبة السلطات الدنماركية بمحاسبة المعتدين وتوفير الحماية اللازمة للأماكن الدينية والدبلوماسية.
في يوليو الماضي، قامت الأمم المتحدة، بتبني قرار صاغه المغرب بتوافق الآراء يدين جميع أعمال العنف ضد الكتب المقدسة ويعتبرها انتهاكًا للقانون الدولي. وجاء هذا القرار كتحرك دولي لمعاقبة أي تصرف عنيف ومسيء تجاه الأديان والكتب المقدسة، ويهدف إلى حماية حرية العبادة والتعايش السلمي بين الشعوب.
تعد هذه الاعتداءات على القرآن الكريم تحديًا للقيم والمبادئ الأخلاقية وحقوق الإنسان التي تتبناها الدنمارك والمجتمع الدولي بشكل عام. حرية التعبير لا يجب أن تتجاوز حدودها الدستورية وتنتهك حرية الأديان الأخرى وممارسة الكرامة الإنسانية.
تشكل هذه الاعتداءات تحديًا جديًا للمجتمع الدنماركي، الذي يحتضن في طياته العديد من الثقافات والأديان. فالاحترام المتبادل وقبول الآخر يجب أن تكون القاعدة الأساسية للتعايش في مجتمع واحد. يجب على السلطات الدنماركية اتخاذ إجراءات حازمة لمحاسبة المعتدين وتقديمهم للعدالة، وضمان أمن المقدسات وحرية ممارسة المعتقدات الدينية لجميع المواطنين.
في النهاية، يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية العمل سويًا لمكافحة التطرف والكراهية والعنف المتطرف الذي يستهدف الدين والقيم الأخرى. ينبغي أن تقف جميع الدول والشعوب معا في وجه هذه الأفعال البغيضة للحفاظ على تعايش سلمي واحترام العقائد والمعتقدات المختلفة.
حسبنا الله ونعم الوكيل
ردحذف